شعبوية ترامب المؤيدة للشركات لا يمكن أن تستمر
تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب بجمع المهاجرين غير الشرعيين ورفع التعريفات الجمركية، لكنه ربما يفشل في تنشيط الاقتصاد للجماهير، الذين سيشاهدون الأغنياء يزدادون ثراءً من خلال العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي. لقد مرت أمريكا بهذه التجربة من قبل، وإذا لم يقم ترامب بتغيير مساره، فإن شعبويته ستنهار تحت وطأة تناقضاتها الداخلية.
الوعود الاقتصادية لترامب والواقع
ركزت حملة ترامب الانتخابية على استعادة الوظائف الصناعية المفقودة وحماية العمال الأمريكيين من المنافسة الأجنبية. ومع ذلك، فإن سياساته الاقتصادية، التي تركز على التخفيضات الضريبية للشركات وإلغاء القيود، من المرجح أن تفيد الشركات الكبرى والأثرياء أكثر من الطبقة العاملة.
علاوة على ذلك، فإن تركيز ترامب على الهجرة غير الشرعية والتعريفات الجمركية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مما يضر بالاقتصاد الأمريكي بدلاً من مساعدته. فالتعريفات الجمركية يمكن أن تؤدي إلى حرب تجارية، في حين أن سياسات الهجرة القاسية يمكن أن تضر بالقطاعات التي تعتمد على العمالة المهاجرة.
صعود العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي
في الوقت الذي يكافح فيه العديد من الأمريكيين من أجل تغطية نفقاتهم، يشهد العالم ثورة تكنولوجية مدفوعة بالعملات المشفرة والذكاء الاصطناعي. هذه التقنيات لديها القدرة على خلق ثروة هائلة، لكنها تتركز بشكل متزايد في أيدي قلة مختارة.
- العملات المشفرة: أصبحت العملات الرقمية مثل البيتكوين استثمارًا شائعًا، لكن تقلبها وغموضها يجعلها محفوفة بالمخاطر بالنسبة للمستثمرين العاديين.
- الذكاء الاصطناعي: لديه القدرة على أتمتة العديد من الوظائف، مما قد يؤدي إلى فقدان الوظائف على نطاق واسع وزيادة عدم المساواة.
دروس من الماضي
ليست هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها أمريكا صعود شعبوية مؤيدة للشركات. في أوائل القرن العشرين، وعد قادة مثل ثيودور روزفلت بكبح جماح الشركات الكبرى، لكنهم في النهاية فشلوا في تحقيق تغييرات جوهرية.
إذا لم يتعلم ترامب من دروس الماضي، فإن شعبويته ستواجه نفس المصير. فالجماهير الأمريكية لن تتحمل لفترة طويلة رؤية الأغنياء يزدادون ثراءً بينما يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم.
مستقبل شعبوية ترامب
يعتمد مستقبل شعبوية ترامب على قدرته على تحقيق نتائج ملموسة للطبقة العاملة. إذا فشل في ذلك، فإن شعبيته ستتلاشى، وسيواجه تحديات سياسية كبيرة. الوقت وحده كفيل بإثبات ما إذا كان ترامب قادرًا على تغيير مساره وتحقيق وعوده الاقتصادية، أم أن شعبويته ستكون مجرد حلقة أخرى في تاريخ السياسة الأمريكية.